responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 218
فكيف تتطلب وتتوقع أنت هدايتهم ايها الرسول الداعي
إِنَّما يَسْتَجِيبُ اى ما يطلب اجابة الدعوة وقبولها الا الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الدعوة عن رضى ويلقون السمع وقلوبهم حاضرة بفهمها وهم بأنفسهم يطلبون الحيوة الحقيقية وهؤلاء الهلكى ليسوا من الطالبين للحياة الحقيقية بل ما هم الا الموتى حقيقة وان كانوا في صورة الأحياء وَالْمَوْتى صورة يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ القادر المقتدر في النشأة الاخرى ويحييهم بالحيوة الحقيقية في يوم الحشر والجزاء حتى يطلعوا حينئذ على ما فاتهم في النشأة الاولى لكن ما تنفعهم تلك الحيوة والاطلاع الا الحسرة والندامة على ما فات عنهم في دار العمل والاختبار ثُمَّ بعد ما أحياهم واطلعهم سبحانه إِلَيْهِ لا الى غيره من العكوس والاظلال يُرْجَعُونَ ويساقون لجزاء ما عملوا في الدنيا من تكذيب الآيات والرسل ومن الاستهزاء بهم
وَمن غاية بغضهم وعنادهم معك يا أكمل الرسل قالُوا اى بعضهم لبعض ان كان محمد نبيا صلّى الله عليه وسلّم لَوْلا وهلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ اى آية اقترحناها منه او آية تلجئنا الى الايمان به او آية تستأصلنا بالمرة مع ان دعواه ان ربه يقوى ويقدر على جميعها قُلْ لهم يا أكمل الرسل إِنَّ اللَّهَ المتعزز برداء العظمة والكبرياء قادِرٌ بالقدرة الغالبة التامة الكاملة عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً من أية آية اقترحتموها أنتم متى تعلقت ارادته ومشيئته وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ان الله فعال لما يريد ولو أنزلها لأنزل البتة عقيبها البلاء كما انزل على الأمم الماضية
وَكيف لا يقدر سبحانه على عموم المرادات والمقدورات مع انه ما مِنْ دَابَّةٍ تتحرك فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ في الجو بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ محفوظة أحوالها وأرزاقها وآجالها عندنا بحيث لا نهمل شيأ من حوائجها بل تثبت ونكتب الكل في لوحنا المحفوظ وكتابنا المبين على التفصيل بحيث ما فَرَّطْنا وأفرطنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ من حوائجهم وأحوالهم ثُمَّ بعد ما حفظوا ورزقوا زمانا حسب تعيناتهم وهوياتهم إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ويرجعون رجوع الظل الى ذي الظل
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا الدالة على قدرتنا الغالبة الكاملة صُمٌّ عن استماع كلمة الحق من السنة الرسل وَبُكْمٌ عن التنطق بها مع انهم قد تيقنوا بها وبالجملة هم مغمورون فِي الظُّلُماتِ اى الحجب الكثيفة الناشئة من هوياتهم الباطلة وهياكلهم الفاسدة العاطلة وبالجملة مَنْ يَشَأِ اللَّهُ المدبر الحكيم إضلاله بمقتضى اسمه المذل المضل يُضْلِلْهُ حتما بلا تأثير هداية وارشاد أصلا وَمَنْ يَشَأْ هدايته يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ موصل الى توحيده بلا تأثير ضلال وإضلال مطلقا إذ كل ميسر لما خلق له
قُلْ لهم يا أكمل الرسل امحاضا للنصح أَرَأَيْتَكُمْ اى أخبروني صريحا إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ في يوم الجزاء أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ الموعودة التي أنتم تحشرون فيها الى الله هائمين حائرين أَغَيْرَ اللَّهِ المنقذ من العذاب المنجى من الحيرة والهيمان تَدْعُونَ للانقاذ والإنجاء أم تدعونه تضرعا وتلتجئون نحوه استعاذة بينوا الى أمركم في حين اضطراركم إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ في الأقوال والاخبار
بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ وتتضرعون إذ لا ملجأ ولا ملاذ لكم سواه فَيَكْشِفُ عنكم ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ من الضر والبلاء إِنْ شاءَ وتعلق مشيته وارادته وَلا شك انكم تَنْسَوْنَ حينئذ ما تُشْرِكُونَ له من الاظلال الباطلة والتماثيل العاطلة وقل لهم ايضا متى سمعتم مآل أمركم وغاية حالكم وشأنكم فتضرعوا الى الله في جميع أحوالكم والتجؤا نحوه ومع ذلك لم يقبلوا منك قولك ونصحك البتة لخبث

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست